عرض المقال
حظر إجراء التجارب على الشعوب
2013-03-07 الخميس
هناك اتفاقيات عالمية مستقرة لعدم إجراء تجارب علمية على البشر وحظرها تماماً إلا فى ظروف محددة وبمعايير مقننة، وهى نجاح تجريب الدواء أو الجراحة أو الوسيلة العلمية على الحيوانات، وحتى بالنسبة لتجريب الأدوية والسموم والجراحات والتشريح على الحيوانات طالب البعض من جمعيات حقوق الحيوان بحظر إجراء التجارب على هذه الحيوانات أيضاً حتى ولو كانت فأراً أو جرواً. دار الجدل وزاد اللغط حول حظر إجراء التجارب على كل شىء فى الكون إلا شيئاً واحداً وهو الشعوب! فالشعوب، خاصة شعوبنا النامية النايمة فى العالم الثالث، هى الكيانات الغلبانة الوحيدة فى العالم التى يجرب فيها الحكام الحكم عليهم، ولم يصدر قانون من أمم متحدة أو أى منظمة دولية أو من جمعية جراحين ملكية أو جمعية للحفاظ على حقوق الشعوب أسوة بالحيوانات بمنع وحظر إجراء تجارب الحكم فى الشعوب! والحالة المصرية ليست استثناء بل هى درة التاج الآن فى تجريب الحكم، فالإخوان يجربون فينا الحكم «لما شبعنا تجريب، وتشظينا وتشخرمنا وتشلفطنا تجريب»، وصار جسد الوطن مثخناً بالتجريب الإخوانجى ليس فيه موضع إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف، وها نحن نموت كما يموت البعير فى ميادين التحرير، جهابذة القانون الإخوانجية بقيادة الأستاذ صبحى صالح كلما قاموا بصياغة قانون أو مادة دستورية جاء القضاء الإدارى وأتت المحكمة الدستورية لتثبت العوار وتفضح السلق والسربعة والفشل، مما جعل البعض ينصحهم فى السر بالاستعانة بترزية الحزب الوطنى القدامى الذين كانت تنقصهم النزاهة فعلاً ولكنهم كانوا مهرة وحريفة على عكس قبيلة الفشلة المزمنين فى الفشل، وبالطبع الرد جاهز، الكل يتآمر على الإخوان والكل يريد تعطيل المشروع الإسلامى، لا أحد منهم يريد أن يعترف بالفشل والجهل، وللأسف يرفضون بكبر وتعال وغطرسة أن يتعلموا، الرئيس يجرب فينا الحكم، ويخبطنا إعلاناً دستورياً كل مواده كارثية ملغّمة، وأهو كله تجريب، وكان قد جرّب قبلها ألا يخص المحكمة الدستورية بالقسم، ثم جرب إعادة البرلمان المنحل بحكم محكمة وفشل وأهو كله تجريب، ثم عاد وجرب فينا أن يطبق الطوارئ فلعب الشعب الكورة فى عز الطوارئ وأهو كله تجريب، جرب الإخوانيون القرض الذى كانوا يصفونه من قبل بالربا، فلم يأتِ القرض لا بالربا الحرام ولا بالشحاتة الحلال، بعد أن تمرمغت سمعتنا فى الدنيا مع حصار المحكمة الدستورية وهتاف الشجعان ذوى اللحى: حنجيبهم لك فى شوال بس انت شاور لنا يا مرسى! وأهو كله تجريب!
وزير التموين يجرب فى الشعب، وكل السلع تتضاعف أسعارها مثل الورم السرطانى، ومعه وزير البترول يجرب فى شعبنا المسكين فيصبح السولار مثل العنقاء والغول والخل الوفى، ينام السائق بالـ24 ساعة فى الطابور ثم يصل ليقول له صاحب المحطة «بح» وينتظر منه أن يبتسم! وكذلك السياحة التى بعد التجريب فينا أصبحت سياحة الهِوّ والفراغ، والعيش الذى صار ينتمى إلى الفن السريالى، والطرق التى أصبحت أقصر وسيلة إلى عزرائيل... إلى آخر قائمة الفشل التى أغرقنا فيها الإخوان.
التجريب الإخوانى هو تخريب إنسانى، ولابد أن يُحظر إجراء التجارب على الشعوب، خاصة عندما تتم من خلال تنظيم دولى فاشل محظور مسجون فى نظرية المؤمرات وعقدة الاضطهاد.